حظيت مؤسسات الأرشيف والوثائق على الدوام بأهمية ومكانة في المجتمعات والدول، فهي ذاكرة الأمة التي تتربع على قمة الهرم لتكوين تاريخ الوطن والأمة للحفاظ على هويتها وتميزها في الماضي والحاضر والمستقبل. وإيماناً بأهمية مراكز الأرشيف والوثائق ومكانتها ودورها العظيم، سعت العديد من الدول إلى توفير الإمكانات اللازمة للتعامل مع الوثائق والسجلات وإدارتها وتنظيمها وحفظها وتقديم الخدمات للمستفيدين منها وتسهيل الوصول إليها، إيماناً منها بأن الوثائق والمعلومات التي تحتويها تشكل مصدراً مهماً وأساسياً للمعلومات وتنفرد في كثير من الأحيان بما تحتويه من معلومات نادراً ما تتوفر في مصادر أخرى. وبالتالي فهي مورد مهم للباحثين والمخططين وصناع القرار على كافة المستويات والمسؤوليات المتنوعة. وفي ظل الظروف المتغيرة والتطورات السريعة التي فرضها العصر الرقمي والتطورات المصاحبة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والشبكات، كان لزاماً على مؤسسات الأرشيف والوثائق تبني الاتجاهات الحديثة والمستقبلية اللازمة في التعامل مع الوثائق والسجلات والاستجابة للمتغيرات واستثمار قدرات تكنولوجيا المعلومات المتاحة في الأرشفة الإلكترونية والرقمية. تعتبر مؤسسات الأرشيف والوثائق مؤسسات مرنة تخضع وتستجيب لكافة التغيرات والتطورات بما في ذلك التغيرات التقنية، وتستطيع مواكبة هذه التطورات لإحداث نقلة نوعية في مجال العمل الأرشيفي والوثائقي. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية عقد مؤتمر يسلط الضوء على واقع الأرشيف والوثائق في العصر الرقمي، ويتعرف على ما يمكن أن تقدمه التطورات التكنولوجية الحديثة، بالإضافة إلى مناقشة الفرص والتحديات في هذا المجال. ويأتي هذا المؤتمر تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي من أهدافها تسريع التحول الرقمي، فهو استراتيجية متكاملة وعملية تهدف إلى تمكين وتسريع التحول الرقمي في المؤسسات والهيئات الحكومية بكفاءة وفعالية.